الله الذي يزيد هذه الفطرة نورًا وضياءًا وإذا التبس بها شيء أنقذها الله سبحانه وتعالى من تلك الظلمات إلى النور.
ومن الأمثلة على انحراف التفكير نمروذ الذي زعم في نفسه الألوهية علمًا أنه أدرى الناس بحقيقة عجزه. ثم تفسيره للإحياء والإماتة، ولكنه بهت عندما جوبه بأن من شأن الإله التصرف المطلق في الكون.
ثم عقب على ذلك بأن حقيقية الإماتة والإحياء ما حدث لعبد الله الصالح عزير وحماره وما أجراه الله سبحانه وتعالى على يد خليله إبراهيم عليه السلام في إحياء الطيور الأربعة. ثم انتقل إلى إحياء من لون آخر: وهو إحياء النفوس بالصدقة والإنفاق في سبيل الله وموت النفوس وخنق الأجر وإماتته بالمن والأذى.
٣- ومثال آخر قوله تعالى في سورة الزمر:
فالسورة مكية كلها إلا قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [٥٣-٥٥].
فقد نزلت في المدينة وذكروا سببًا لنزولها:
أخرج الشيخان عن ابن عباس أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، فأتوا محمد ﷺ فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ﴾ ونزل: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ ١.
وفي رواية محمد بن إسحاق قال نافع عن عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهما في حديثه قال: كنا نقول ما الله بقابل ممن افتتن صرفًا ولا عدلًا ولا توبة، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم. قال: وكانوا يقولون ذلك