والإجازة في اللغة أيها الإخوة، الجوز وسط الشيء، والجواز الشاة يبيض وسطها، ولها أكثر من معنى، فمن معانيها قطع الطريق، هذا هو المعنى الأول، ومن معانيها إنفاذ الأمر والرأي، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهداً مني "، ومنها الجائزة أو العطية، وهي مشتقة أيضاً من جواز الماء والجواز هو الماء الذي يسقاه المال من الماشية.
والإجازة في اصطلاح المحدثين هي: الإذن في الرواية لفظاً أو خطاً، وأركانها أربعة: المجيز والمجاز له والمجاز به ولفظ الإجازة.
المبحث الثاني: الهدف من الإجازة القرآنية:
إن الهدف من الإجازة القرآنية -أيها الإخوة - لا شك فيه أن طلب السند في قراءة صحيحة إلى رسول الله ﷺ أمر محمود شرعاً، كيف لا وقد جاء عن بعض السلف يرحمهم الله تعالى الرحلة في طلب الحديث، أفلا تكون الرحلة في طلب سند صحيح عن رسول الله ﷺ في قراءة صحيحة أمراً محموداً بل صاحبها مأجور مشكور إن شاء الله، ولكن يعيب في هذا الشأن طلب الإجازة القرآنية من غير متقن فيتعلق صاحبها بالسند دون قراءة صحيحة وبعبارة أخرى عينه الأولى على المقرئ والعين الأخرى على الإجازة، وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، ويجب التنبيه إلى أن الإجازة القرآنية طريق لإتقان القرآن الكريم ولكنها ليست شرطاً فيه كما أنها ليست شرطاً للتصدر للإقراء كما سيأتي، إذ كم من حاصل على الإجازة القرآنية في قراءة أو أكثر وقراءته يشوبها قليل أو كثير من اللحون الجلية فضلاًُ عن اللحون الخفية.
المبحث الثالث: شروط الإجازة القرآنية:
وأما شروط الإجازة القرآنية فقد لخصتها من مجموعة من الكتب.
أولاً: شروط مشتركة بين المجيز والمجاز له: وهي أن يكون: مسلماً، عاقلاً، بالغاً، ثقةً، مأموناً، ضابطاً، خالياً من أسباب الفسق ومسقطات المروءة.
ثانياً: شروط خاصة بالمجيز أو المقرئ:
أولاً: العلم الشرعي