المبحث العاشر: الإجازة بأحرف الخلاف فقط:
وأما الإجازة بأحرف الخلاف فقط فأيضاً لا تكون إلا لمن بلغ درجة في الإتقان ولا يتحقق هذا إلا بكثرة العرض، يقول أبو عمرو الداني: "إذ إنّ حسن الأداء بكثرة العرض ".
المبحث الحادي عشر: التشدد والتساهل في الإجازة القرآنية:
وأما التساهل والتشدُّد في الإجازة القرآنية فالناس فيه طرفا نقيض، أسوق ما قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن مسعود المعروف بابن صاحب الصلاة المتوفى سنة ٥٢٥هـ، قال الأبار: "لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع سامح الله له "، وقال الذهبي: "قلت: وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة برواية نافع ". وأما التشدد -أيها الإخوة - فهو طرف مقابل لذلك، يقول أبو عمرو الداني: "لم يمنعني أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس الطالب إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه ".
المبحث الثاني عشر: إجازة صغير السنِّ:
وأما إجازة صغير السنِّ فلا أرى مانعاً من إجازة صغير السنّ إذا كان أميناً عاقلاً ديناً يرى فيه النبوغ والأهلية كما جاء في ترجمة عبدالرحمن بن مرهف بن عبدالله الشافعي المتوفى سنة ٦٦١هـ، وترجمته في غاية النهاية وفي معرفة القراء الكبار.
المبحث الثالث عشر: الإجازة من المصحف:
وأما الإجازة من المصحف فالأصل في عرض القرآن الكريم أن يكون حفظاً عن ظهر قلب، ولم يكن عرض القرآن الكريم من المصحف من عمل السابقين، والذي يظهر لي -والله أعلم -جواز هذا النوع من الإجازات القرآنية بشروط:
أولاً: عدم قدرة الطالب على حفظ القرآن الكريم.
ثانياً: إتقان الطالب وضبطه.
ثالثاً: الإفادة في الإجازة بأنه أجيز بقراءته من المصحف مباشرة.
رابعاً: يمنع المجاز بهذه الطريقة من إجازة غيره فهي له بمثابة الإجازة الخاصة.