في بداية هذا اللقاء أتوجه إلى الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يبارك في هذا الملتقى وأن يكتب لنا فيه العون والتوفيق والسداد، كما أتوجه إلى معالي مدير جامعة الإمام على تشريفه وتتويجه هذا اللقاء الأول بالحضور، فهذه منقبة نعتزُّ بها، ونسأل الله تعالى أن يجزل له الأجر والمثوبة، وهذا نابع من اهتمام قيادات هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين بالاهتمام بكتاب الله تعالى، فلا شك أن هذه الجامعة وتلك القيادة تولي كتاب الله تعالى عناية فائقة من وجوه لا يأتي عليها الحصر، وهذه الجمعية العلمية السعودية هي واحدة من هذه الأعمال الجليلة التي ترعاها هذه البلاد.
ثم أشكر الإخوة أصحاب الفضيلة الذين أكرمونا بالحضور، والذين أيضاً يتابعوننا عن طريق البث المباشر على الشبكة العنكبوتية - الإنترنت -، فبفضل من الله سبحانه وتعالى يسر الله تعالى أن تنقل هذه الندوة وهذا الملتقى على الشبكة العالمية، وهذا نعتبره أيضاً سبقاً لهذه الجمعية، نسأل الله تعالى أن يديم عليها التوفيق.
وهذه الجمعية تعنى بالمجالات المتعددة في الدراسات القرآنية، وقد رأت أن العناية بالقرآن الكريم تنبثق من الأصل والأساس وهو روايته ونقله، لأن هذه الأسانيد وهذه الإجازات التي أوصلت إلينا كتاب الله تعالى عن طريق التلقي والمشافهة هي التي قد حازت هذا الفضل وهذا الشرف وقامت بهذه العناية والرعاية حتى وصل إلينا كتاب الله تعالى غضاً كما أنزل.
والعناية بالقراءات تأتي من وجوه عدة، ولا شك أن العناية بهذا المجال من مجالاتها وهو الأسانيد يأتي في الدرجة الأولى، ولا أريد أن أستأثر بالحديث عن أهمية الأسانيد وشروطها وما يتعلق بها، ولكن أقول إن هذا الموضوع من المواضيع الحيوية التي ينبغي أن تناقش بجدٍّ وأن يعمل بتوصياتها، لأن علمائنا قد نقلوا إلينا تراثاً ثرّاً وواسعاً، وإن خبا في بعض الأحيان فإنه ينشط في أحيان أخرى.