وفي هذه الأوقات اتجه ناشئة المسلمين وحملة القرآن الكريم إلى الاهتمام بالأسانيد وإلى العناية بتلقي القرآن من أئمة القراء في مشارق الأرض وفي مغاربها، ونجد أن القراء ما بين متشدد يمكث عشرات السنين لا يجيز إلا واحداً، وبين متساهل ربما تلقى القرآن بالأمس وأجاز من الغد عشرات الناس.
هذا الموضوع يتناوله بالبحث وبالدراسة عالمان جليلان لهما السبق في العناية بالقراءات وبالخصوص في مجال الأسانيد، فالمتحدث الأول في هذه الندوة هو فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد الأمين أستاذ القراءات في الجامعة الإسلامية ورئيس قسم القراءات بالجامعة الإسلامية، وقد تلقى القراءات منذ نعومة أظفاره في المدينة المنورة وتلاقها عن كبار العلماء في ذلك الوقت من أمثال الشيخ عبدالفتاح بن عبدالغني القاضي وعبدالفتاح المرصفي وغيرهم من علماء القراءات الذين كانوا في الجامعة الإسلامية، له مشاركات عدة في داخل المملكة وفي خارجها وفي المسابقات القرآنية، وهو عضو بالمجلس العلمي بالجامعة وبمجلس الدراسات العليا وبمجلة الجامعة وله مشاركات في إذاعات القرآن الكريم ومناقشات لرسالات علمية ما بين ماجستير ودكتوراه في الجامعة الإسلامية وفي جامعة الإمام وفي جامعة أم القرى وغيرها. له من الكتب الكثير المنشور ومنها ما يختص بهذه الندوة ككتاب العلو والنزول عند القراء، والإسناد ومكانته عند القراء، والأخذ والتحمل عند القراء، هذه كلها كتب في هذا المجال.