قال ابن الجزري رحمه الله تعالى مبينا ذلك الجهد الذي بذله علماء القراءات في الحفاظ على أسانيدهم والعناية بها: "ومن نظر أسانيد كتب القراءات وأحاط بتراجم الرواة عرف قدر ما سبرنا ونقحنا واعتبرنا وصححنا، وهذا علم أهمل وباب أغلق وهو السبب الأعظم في ترك كثير من القراءات والله تعالى يحفظ ما بقي ".
وقال ابن مجاهد رحمه الله تعالى المتوفى سنة ٣٢٤ هـ مشبها للآثار الواردة في حروف القرآن بالآثار الواردة في الحديث من حيث القبول والردّ والصحة والضعف حاضاً على النظر في الأسانيد وفحص الروايات من قبل العلماء العارفين، قال رحمه الله تعالى: "وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام، منها المجمع عليه السائر المعروف ومنها المتروك المكروه عند الناس المعيب من أخذ به وإن كان قد روي وحفظ ومنها قد توهم فيه من رواه فضيعه روايته ونسي سماعه لطول عهده فإذا عرض على أهله عرَّفوا بوهمه وردوا على من حمله وربما سقطت روايته لذلك في إصراره على لزومه وترك الانصراف عنه، ولعل كثيراً ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته، وإنما ينتقد ذلك أهل العلم بالأحكام والأخبار والحلال والحرام والأحكام، وليس انتقاد ذلك إلى من لا يعرف الحديث ولا يبصر الرواية والاختلاف وكذلك ما روي من الآثار في حروف القرآن منها المعرب السائر الواضح ومنها المعرب الواضح غير السائر ومنها اللغة الشاذة القليلة ومنها الضعيف المعنى في الإعراب غير أنه قد قرئ به ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير و!
بكل قد جاءت الآثار في القراءات ".


الصفحة التالية
Icon