قوله تعالى (لاتقربوا الصلاة) قيل المراد مواضع الصلاة، فحذف المضاف وقيل لاحذف فيه (وأنتم سكارى) حال من ضمير الفاعل في تقربوا، وسكارى جمع سكران، ويجوز ضم السين وفتحها، وقد قرئ بهما، وقرئ أيضا " سكرى " بضم السين من غير ألف، وبفتحها كذلك، وهى صفة مفردة في موضع الجمع، فسكرى مثل حبلى وسكرى مثل عطشى (حتى تعلموا) أى إلى أن، وهى متعلقة بتقربوا، و (ما) بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف، ويجوز أن تكون مصدرية ولاحذف (ولاجنبا) حال، والتقدير.
لاتصلوا جنبا، أو لاتقربوا مواضع الصلاة جنبا، والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة الفصحى يذهب به مذهب الوصف بالمصادر، ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنبان وأجناب، واشتقاقه من المجانية وهى المباعدة (إلا عابرى سبيل) هو حال أيضا والتقدير: لاتقربوها في حال الجنابة إلى في حال السفر أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك (حتى تغتسلوا) متعلق بالعامل في جنب (منكم) صفة لاحد، و (من الغائط) مفعول جاء، والجمهور يقرء ون الغائط على فاعل، والفعل منه غاط المكان يغوط إذا اطمأن، وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر يغوط، وكان القياس غوطا فقلب الواو ياء وأسكنت
[١٨٢]
وانفتح ماقبلها لخفتها، والثانى أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت، (أو لمستم) يقرأ بغير ألف وبألف، وهما بمعنى، وقيل لامستم مادون الجماع، أو لمستم الجماع (فلم تجدوا) الفاء عطفت مابعدها على جاء، وجواب الشرط (فتيمموا) وجاء معطوف على كنتم: أى وإن جاء أحد (صعيدا) مفعول تيمموا أى اقصدوا صعيدا، وقيل هو على تقدير حذف الباء: أى بصعيد (بوجوهكم) الباء زائدة أى امسحوا وجوهكم، وفى الكلام حذف أى فامسحوا وجوهكم به أو منه، وقد ظهر ذلك في آية المائدة.


الصفحة التالية
Icon