قوله تعالى (الميتة) أصلها الميتة (والدم) أصله دمى (وماأهل لغير الله به) قد ذكر ذلك كله في البقرة (والنطيحة) بمعنى المنطوحة، ودخلت فيها الهاء لانها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالاسم، فإن قلت شاة نطيح لم تدخل الهاء (وماأكل السبع) " ما " بمعنى الذى وموضعه رفع عطفا على الميتة، والاكثر ضم الباء من السبع وتسكينها لغة، وقد قرئ به (إلا ما ذكيتم) في موضع نصب استثناء من الموجب قبله، والاستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع
[٢٠٧]
(وما ذبح) مثل " وما أكل السبع " (على النصب) فيه وجهان: أحدهما هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل: أى ذبح على الحجارة التى تسمى نصبا، أى ذبحت في ذلك الموضع.
والثانى أن النصب الاصنام، فعلى هذا في " على " وجهان: أحدهما هى بمعنى اللام: أى لاجل الاصنام، فتكون مفعولا له، والثانى أنها على أصلها وموضعه حال: أى وما ذبح مسمى على الاصنام، وقيل نصب بضمتين، ونصب بضم النون وإسكان الصاد، ونصب بفتح النون وإسكان الصاد، وهو مصدر بمعنى المفعول، وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضا، وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض (وأن تستقسموا) في موضع رفع عطفا على الميتة، و (الازلام) جمع زلم: وهو القدح الذى كانوا يضربون به على أيسار الجزور (ذلكم فسق) مبتدأ وخبر، ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في الآية، ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام (اليوم) ظرف ل‍ (يئس) و (اليوم) الثانى ظرف ل‍ (أكملت) و (عليكم) يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب‍ (نعمتى) فإن شئت جعلته على التبيين: أى أتممت أعنى عليكم، و (رضيت) يتعدى إلى مفعول واحد، وهو هنا (الاسلام) و (دينا) حال، وقيل يتعدى إلى مفعولين لان معنى رضيت هنا جعلت وصيرت.


الصفحة التالية
Icon