قوله تعالى (ومن الذين قالوا) من تتعلق بأخذنا تقديره: وأخدنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم، والكلام معطوف على قوله " ولقد أخذ الله ميثاف بنى إسرائيل " والتقدير: وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم، ولا يجوز أن يكون التقدير: وأخذنا ميثاقهم، من الذين قالوا إنا نصارى لان فيه إضمار قبل الذكر لفظا وتقديرا، والياء في (وأغرينا) من واو، واشتقاقه من الغراء: وهو الذى يلصق به، ويقال سهم مغرو، و (بينهم) ظرف لاغرينا أو حال من (العداوة) ولا يكون ظرفا للعداوة، لان المصدر لا يعمل فيما قبله (إلى يوم القيامة) يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة: أى تباغضوا إلى يوم القيامة.
[٢١٢]
قوله تعالى (يبين لكم) حال من رسولنا، و (من الكتاب) حال من الهاء محذوفة في يخفون (قد جاء كم) لاموضع له (من الله) يتعلق بجاء كم أو حال من نور.
قوله تعالى (يهدى به الله) يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين، وأن يكون حالا من الضمير في يبين، ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب، والهاء في به تعود على من جعل يهدى حالا منه أو صفة له فلذلك أفرد، و (من) بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، و (سبل السلام) المفعول الثانى ليهدى، ويجوز أن يكون بدلا من رضوانه، والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان، وقد قرئ بهما، وسبلى بضم الباء والتسكين لغة وقد قرئ به (بإذنه) أى بسبب أمره المنزل على رسوله.
قوله تعالى (فمن يملك) أى قل لهم، ومن استفهام تقرير، و (من الله) يجوز أن يكون حالا متعلقا بيملك، وأن يكون حالا من و (شيئا) و (جميعا) حال من المسيح وأمه ومن في الارض، ويجوز أن يكون حالا من من وحدها، ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه، وهو المسيح وأمه (يخلق) مستأنف.
قوله تعالى (قل فلم يعذبكم) أى قل لهم (بل أنتم) رد لقولهم " نحن أبناء الله " وهو محكى بقل.


الصفحة التالية
Icon