[٢١٥]

قوله تعالى (من عذاب يوم القيامة) العذاب اسم للتعذيب، وله حكمه في العمل، وأخرجت إضافته إلى يوم يوما عن الظرفية.
قوله تعالى (والسارق والسارقة) مبتدأ. وفى الخبر وجهان: أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبويه: وفيما يتلى عليكم، ولا يجوز أن يكون عنده (فاقطعوا) هو الخبر من أجل الفاء، وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذى وصلته بالفعل أو الظرف لانه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك.
والثانى الخبر فاقطعوا أيديهما لان الالف واللام في السارق بمنزلة الذى إذ لايراد به سارق بعينه (وأيديهما) بمعنى يديهما لان المقطوع من السارق والسارقة يميناهما فوضع الجمع موضع الاثنين، لانه ليس في الانسان سوى يمين واحدة، وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين، ويجوز أن يخرج على الاصل، وقد جاء في بيت واحد، قال الشاعر: ومهمهين فدفدين مرتين * ظهراهما مثل ظهور الترسين (جزاء) مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف: أى جازاهما جزاء، وكذلك (نكالا).
قوله تعالى (لا يحزنك) نهى، والجيد فتح الياء وضم الزاى، ويقرأ بضم الياء وكسر الزاى من أحزننى وهى لغة (من الذين قالوا) في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون، أو من الذين يسارعون (بأفواههم) يتعلق بقالوا: أى قالوا بأفواههم آمنا (ولم تؤمن قلوبهم) الجملة حال (ومن الذين هادوا) معطوف على قوله " من الذين قالوا آمنا " و (سماعون) خبر مبتدإ محذوف: أى هم سماعون، وقيل سماعون مبتدأ، ومن الذين هادوا خبره (للكذب) فيه وجهان: أحدهما اللام زائدة تقديره سماعون الكذب.


الصفحة التالية
Icon