والثانى ليست زائدة، والمفعول محذوف، والتقدير سماعون أخباركم للكذب. أى ليكذبوا عليكم فيها، و (سماعون) الثانية تكريرا للاولى، و (لقوم) متعلق به: أى لاجل قوم، ويجوز أن تتعلق اللام في لقوم بالكذب، لان سماعون الثانية مكررة، والتقدير: ليكذبوا لقوم آخرين، و (لم يأتوك) في موضع جر صفة أخرى لقوم (يحرفون) فيه وجهان: أحدهما هو مستأنف لا موضع له، أو في موضع رفع خبر لمبتدإ محذوف: أى هم يحرفون.
[٢١٦]
والثانى ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون: أى سماعون محرفون، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في سماعون، ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم: أى محرفين و (من بعد مواضعه) مذكور في النساء (يقولون) مثل يحرفون، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون (من الله شيئا) في موضع الحال التقدير: شيئا كائنا من أمر الله.
قوله تعالى (سماعون للكذب) أى هم سماعون، ومثله (أكالون للسحت) والسحت والسحت لغتان وقد قرئ بهما (فلن يضروك شيئا) في موضع المصدر: أى ضررا.
قوله تعالى (وكيف يحكمونك) كيف في موضع نصب عل الحال من الضمير الفاعل في يحكمونك (وعندهم التوراة) جملة في موضع الحال، والتوراة مبتدأ، وعندهم الخبر، ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف (فيها حكم الله) في موضع الحال، والعامل فيها مافى عند من معنى الفعل، وحكم الله مبتدأ أو معمول الظرف.


الصفحة التالية
Icon