قوله تعالى (فيها هدى ونور) في موضع الحال من التوراة (يحكم بها النبيون) جملة في الحال من الضمير المجرور فيها (للذين هادوا) اللام تتعلق بيحكم (والربانيون والاحبار) عطف على النبيون (بما استحفظوا) يجوز أن يكون بدلا من قوله بها في قوله " يحكم بها " وقد أعاد الجار لطول الكلام وهو جائز أيضا وإن لم يطل، وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف، والتقدير: ويحكم الربانيون والاحبار بما استحفظوا، وقيل هو مفعول به: أى يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك، و " ما " بمعنى الذى: أى بما استحفظوه (من كتاب الله) حال من المحذوف أو من " ما "، و (عليه) يتعلق ب (شهداء).
قوله تعالى (النفس بالنفس) بالنفس في موضع رفع خبر أن، وفيه ضمير وأما (العين) إلى قوله (والسن) فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن، وبالرفع وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره، وقد عطف جملا على جملة. والثانى أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس، والمجررات على هذا أحوال مبينة للمعنى، لان المرفوع على هذا فاعل للجار، وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى " ما أشركنا ولا آباؤنا ". والثالث أنها معطوفة على المعنى، لان معنى كتبنا عليهم قلنا لهم النفس بالنفس ولا يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه لانها وما عملت فيه في موضع نصب.
وأما قوله (والجروح) فيقرأ بالنصب حملا على النفس، وبالرفع وفيه الاوجه الثلاثة، ويجوز أن يكون مستأنفا: أى والجروح قصاص في شريعة محمد، والهاء في (به) للقصاص، و (فهو) كناية عن التصدق والهاء في (له) للمتصدق.
[٢١٧]