قوله تعالى (مصدقا) الاول حال من عيسى، و (من التوراة) حال من " ما " أو من الضمير في الظرف، و (فيه هدى) جملة في موضع الحال من الانجيل و (مصدقا) الثانى حال أخرى من الانجيل، وقيل من عيسى أيضا (وهدى وموعظة) حال من الانجيل أيضا، ويجوز أن يكون من عيسى: أى هاديا وواعظا أو ذا هدى وذا موعظة، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله: أى قفينا للهدى، أو وآتيناه الانجيل للهدى.
وقد قرئ في الشاذ بالرفع: أى وفى الانجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا.
قوله تعالى (وليحكم) يقرأ بسكون اللام والميم على الامر، ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كى: أى وقفينا ليؤمنوا وليحكم.
قوله تعالى (بالحق) حال من الكتاب (مصدقا) حال من الضمير في قوله بالحق، ولايكون حالا من الكتاب إذ لايكون حالان لعامل واحد (ومهيمنا) حال أيضا، ومن الكتاب حال من " ما " أو من الضمير في الظرف، والكتاب الثانى جنس، وأصل مهيمن ميمن لانه مشتق من الامانة لان المهيمن الشاهد، وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلا (عما جاء ك) في موضع الحال: أى عادلا عما جاء ك، و (من الحق) حال من الضمير في " جاء ك " أو من " ما " (لكل جعلنا منكم) لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل لان ذلك يوجب الفصل بين الصفة والموصوف بالاجنبى الذى لا تشديد فيه للكلام، ويوجب أيضا أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها، وهو (شرعة) وإنما يتعلق بمحذوف تقديره: أعنى، وجعلنا هاهنا إن شئت جعلتها المتعدية إلى مفعول واحد، وإن شئت جعلتها بمعنى صيرنا (ولكن ليبلوكم) اللام تتعلق بمحذوف تقديره: ولكن فرقكم ليبلوكم (مرجعكم جميعا) حال من الضمير المجرور.
وفى العامل وجهان: أحدهما المصدر المضاف لانه في تقدير: إليه ترجعون جميعا، والضمير المجرور فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل. والثانى أن يعمل فيه الاستقرار الذى ارتفع به مرجعكم أو الضمير الذى في الجار.
[٢١٨]


الصفحة التالية
Icon