قوله تعالى (كم أهلكنا) كم استفهام بمعنى التعظيم. فلذلك لايعمل فيها يروا وهى في موضع نصب بأهلكنا، فيجوز أن تكون كم مفعولا به، ويكون (من قرن) تبيينا لكم، ويجوز أن يكون ظرفا، ومن قرن مفعول أهلكنا، ومن زائدة أى كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا، ويجوز أن يكون كم مصدرا: أى كم مرة وكم إهلاكا وهذا يتكرر في القرآن كثيرا (مكناهم) في موضع جر صفة القرن، وجمع على المعنى (مالم نمكن لكم) رجع من الغيبة في قوله " ألم يروا " إلى الخطاب في لكم، ولو قال لهم لكان جائزا و " ما " نكرة موصوفة، والعائد محذوف: أى شيئا لم نمكنه لكم، ويجوز أن تكون " ما " مصدرية والزمان محذوف أى مدة مالم نمكن لكم: أى مدة تمكنهم أطول من مدتكم، ويجوز أن تكون " ما " مفعول نمكن على المعنى، لان المعنى أعطيناهم مالم نعطكم، و (مدرارا) حال من السماء، و (تجرى) المفعول الثانى لجعلنا أو حال من الانهار إذا جعلت جعل متعدية إلى واحد، و (من تحتهم) يتعلق بتجرى، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تجرى: أى وهى من تحتهم، ويجوز أن يكون من تحتهم مفعولا ثانيا لجعل أو حالا من الانهار.
[٢٣٦]
وتجرى في موضع الحال من الضمير في الجار: أى وجعلنا الانهار من تحتهم جارية: أى استقرت جارية، و (من بعدهم) يتعلق بأنشأنا، ولايجوز أن يكون حالا من قرن لانه ظرف زمان.
قوله تعالى (في قرطاس) نعت لكتاب، ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنه ظرف له، والكتاب هنا المكتوب في الصحيفة لانفس الصحيفة، والقرطاس بكسر القاف وفتحها لغتان وقد قرئ بهما، والهاء في (لمسوه) يجوز أن ترجع على قرطاس، وأن ترجع على كتاب.
قوله تعالى (مايلبسون) " ما " بمعنى الذى وهو مفعول " لبسنا ".


الصفحة التالية
Icon