قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) هو مبتدأ، والقاهر خبره، وفى فوق وجهان: أحدهما هو أنه في موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر: أى وهو القاهر مستعليا أو غالبا. والثانى هو في موضع رفع على أنه بدل من القاهر أو خبر ثان، قوله تعالى (أى شئ) مبتدأ و (أكبر) خبره، (شهادة) تمييز، وأى بعض ماتضاف إليه، فإذا كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمى باسم ماأضيف إليه: أى وهذا يوجب أن يسمى الله شيئا، فعلى هذا يكون قوله (قل الله)
[٢٣٨]
جوابا والله مبتدأ والخبر محذوف: أى أكبر شهادة، وقوله (شهيد) خبر مبتدإ محذوف، ويجوز أن يكون الله مبتدأ وشهيد خبره، ودلت هذه الجملة على جواب أى من طريق المعنى، و (بينكم) تكرير للتأكيد، والاصل شهيد بيننا، ولك أن تجعل بين ظرفا يعمل فيه شهيد، وأن تجعله صفة لشهيد فيتعلق بمحذوف (ومن بلغ) في موضع نصب عطفا على المفعول في أنذركم وهو بمعنى الذى، والعائد محذوف، والفاعل ضمير القرآن: أى وأنذر من بلغه القرآن (قل إنما هو إله واحد) في ماوجهان: أحدهما هى كافة لان عن العمل فعلى هذا هو مبتدأ وإله خبره، وواحد صفة مبينة. وقد ذكر مشروحا في البقرة. والثانى أنها بمعنى الذى في موضع نصب بأن وهو مبتدأ وإله خبره، والجملة صلة الذى، وواحد خبر إن وهذا أليق بما قبله.
قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب) في موضع رفع بالابتداء، و (يعرفونه) الخبر والهاء ضمير الكتاب، وقيل ضمير النبى ﷺ (الذين خسروا أنفسهم) مثل الاولى.
قوله تعالى (ويوم نحشرهم) هو مفعول به، والتقدير: واذكر يوم نحشرهم و (جميعا) حال من ضمير المفعول ومفعولا (تزعمون) محذوفان: أى تزعمونهم شركاء كم، ودل على المحذوف ماتقدم.