قوله تعالى (ثم لم تكن) يقرأ بالتاء، ورفع الفتنة على أنها اسم كان، و (أن قالوا) الخبر، ويقرأ كذلك إلا أنه بالياء لان تأنيث الفتنة غير حقيقى، ولان الفتنة هنا بمعنى القول، ويقرأ بالياء، ونصب الفتنة على أن اسم كان أن قالوا وفتنتهم الخبر، ويقرأ كذلك إلا أنه بالتاء على معنى أن قالوا، لان أن قالوا بمعنى القول والمقالة والفتنة (ربنا) يقرأ بالجر صفة لاسم الله، وبالنصب على النداء أو على إضمار أعنى وهو معترض بين القسم والمقسم عليه، والجواب (ماكنا).
قوله تعالى (من يستمع) وحد الضمير في الفعل حملا على لفظ " من " وماجاء منه على لفظ الجمع، فعلى معنى " من " نحو: " من يستمعون " و " من يغوصون له " (أن يفقهوه) مفعول من أجله: أى كراهة أن يفقهوه، و (وقرا) معطوف على أكنة، ولايعد الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا لان الظرف أحد المفاعيل، فيجوز تقديمه وتأخيره، ووحد الوقر هنا لانه مصدر، وقد استوفى القول فيه في أول البقرة (حتى إذا) إذا في موضع نصب بجوابها، وهو يقول:
[٢٣٩]
وليس لحتى هنا عمل وإنما أفادت معنى الغاية كما لاتعمل في الجمل، و (يجادلونك) حال من ضمير الفاعل في جاء وك. والاساطير جمع. واختلف في واحده، فقيل هو أسطورة، وقيل واحدها إسطار، والاسطار جمع سطر بتحريك الطاء، فيكون أساطير جمع الجمع، فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور وأسطر.
قوله تعالى (وينأون) يقرأ بسكون النون، وتحقيق الهمزة وبإلقاء حركة الهمزة على النون وحذفها فيصير اللفظ بها ينون بفتح النون وواو ساكنة بعدها، و (أنفسهم) مفعول يهلكون.
قوله تعالى (ولو ترى) جواب " لو " محذوف تقديره: لشاهدت أمرا عظيما ووقف متعد، وأوقف لغة ضعيفة، والقرآن جاء بحذف الالف، ومنه وقفوا فبناؤه لما لم يسم فاعله ومنه وقفوهم (ولانكذب، ونكون) يقرآن بالرفع.