وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على نرد، فيكون عدم التكذيب والكون من المؤمنين متمنين أيضا كالرد، والثانى أن يكون خبر مبتدإ محذوف: أى ونحن لانكذب، وفى المعنى وجهان: أحدهما أنه متمنى أيضا، فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد. والثانى أن يكون المعنى أنهم ضمنوا أن لايكذبوا بعد الرد، فلا يكون للجملة موضع. ويقرآن بالنصب على أنه جواب التمنى، فلا يكون داخلا في التمنى، والواو في هذا كالفاء. ومن القراء من رفع الاول ونصب الثانى، ومنهم من عكس، ووجه كل واحدة منهما على ماتقدم.
قوله تعالى (إن هى إلا) هى كناية عن الحياة، ويجوز أن يكون ضمير القصة.
قوله تعالى (وقفوا على ربهم) أى على سؤال ربهم، أو على ملك ربهم.
قوله تعالى (بغتة) مصدر في موضع الحال: أى باغتة، وقيل هو مصدر لفعل محذوف، أى تبغتهم بغتة وقيل هو مصدر بجاء تهم من غير لفظه (ياحسرتنا) نداء الحسرة والويل على المجاز، والتقدير: ياحسرة احضرى فهذا أوانك، والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة، و (على) متعلقة بالحسرة، والضمير في (فيها) يعود على الساعة، والتقدير: في عمل الساعة، وقيل يعود على الاعمال، ولم يجر لها صريح ذكر، ولكن في الكلام دليل عليها (ألا ساء مايزرون) ساء بمعنى بئس، وقد تقدم إعرابه في مواضع. ويجوز أن تكون ساء على بابها ويكون المفعول محذوفا، ومامصدرية أو بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، وهى في كل ذلك فاعل ساء، والتقدير: ألا ساء هم وزرهم.
[٢٤٠]
قوله تعالى (وللدار الآخرة) يقرأ بالالف واللام، ورفع الآخرة على الصفة والخبر (خير) ويقرأ " ولدار الآخرة " على الاضافة: إى دار الساعة الآخرة، وليست الدار مضافة إلى صفتها لان الصفة هى الموصوف في المعنى، والشئ لايضاف إلى نفسه، وقد أجازه الكوفيون.