فأما مفعول أرأيتكم في هذه الآية، فقال قوم هو محذوف دل الكلام عليه تقديره: أرأيتكم عبادتكم الاصنام هل تنفعكم عند مجئ الساعة، ودل عليه قوله " أغير الله تدعون " وقال آخرون: لايحتاج هذا إلى مفعول لان الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول، وأما جواب الشرط الذى هو قوله (إن أتاكم عذاب الله) فما دل عليه الاستفهام في قوله (أغير الله) تقديره: إن أتتكم الساعة دعوتم الله، وغير منصوب ب (تدعون).
قوله تعالى (بل إياه) هو مفعول (تدعون) الذى بعده (إليه) يجوز أن يتعلق بتدعون، وأن يتعلق بيكشف: أى يرفعه إليه، و " ما " بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، وليست مصدرية إلا أن تجعلها مصدرا بمعنى المفعول.
قوله تعالى (بالبأساء والضراء) فعلاء فيهما مؤنث لم يستعمل منه مذكر لم يقولوا بأس وبأساء وضر وضراء كما قالوا أحمر وحمراء.
قوله تعالى (فلولا إذ) " إذ " في موضع نصب ظرف ل (تضرعوا) أى فلولا تضرعوا إذ (ولكن) استدراك على المعنى: أى ماتضرعوا ولكن.
[٢٤٣]
قوله تعالى (بغتة) مصدرية في موضع الحال من الفاعل: أى مباغتين أو من المفعولين: أى مبغوتين، ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لان أخذناهم بمعنى بغتناهم (فإذا هم) إذا هنا للمفاجأة، وهى ظرف مكان وهم مبتدأ، و (مبلسون) خبره، وهو العامل في إذا.
قوله تعالى (إن أخذ الله سمعكم) قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع الابصار والقلوب في أول البقرة (من) استفهام في موضع رفع بالابتداء، و (إله) خبره و (غير الله) صفة الخبر، و (يأتيكم) في موضع الصفة أيضا، والاستفهام هنا بمعنى الانكار، والهاء في (به) تعود على السمع لانه المذكور أولا، وقيل تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه، فلذلك أفرد (كيف) حال، والعامل فيها (نصرف).
قوله تعالى (هل يهلك) الاستفهام هنا بمعنى التقرير، فلذلك ناب عن جواب الشرط: أى إن أتاكم هلكتم.