والثانى هو صفة لاصنام قدمت عليها وعلى العامل فيها فصارت حالا: أى أتتخذ أصناما ملعونة أو معوجة، و (أصناما) مفعول أول، و (آلهة) ثان، وجاز أن يجعل المفعول الاول نكرة لحصول الفائدة من الجملة، وذلك يسهل في المفاعيل مالا يسهل من المبتدإ.
قوله تعالى (وكذلك) في موضعه وجهان: أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه.
[٢٤٩]
تقديره: وكما رأى أباه وقومه في ضلال مبين أريناه ذلك: أى ما رآه صوابا باطلاعنا إياه عليه، ويجوز أن يكون منصوبا ب‍ (نرى) التى بعده على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره: نريه ملكوت السموات والارض رؤية كرؤيته ضلال أبيه، وقيل الكاف بمعنى اللام: أى ولذلك نريه. والوجه الثانى أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف: أى والامر كذلك: أى كما رآه من ضلالتهم.
قوله تعالى (وليكون) أى وليكون (من الموقنين) أريناه. وقيل التقدير: ليستدل وليكون.
قوله تعالى (رأى كوكبا) يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الاصل، وبالامالة لان الالف منقلبة عن ياء كقولك: رأيت رؤية، ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين، وهو نوع من الامالة، ويقرأ بجعل الراء كذلك إتباعا للهمزة، ويقرأ بكسرهما.
وفيه وجهان: أحدهما أنه كسر الهمزة للامالة ثم أتبعها الراء. والثانى أن أصل الهمزة الكسر بدليل قولك في المستقبل يرى، أى يرأى، وإنما فتحت من أجل حرف الحلق كما تقول وسع يسع، ثم كسرت الحرف الاول في الماضى إتباعا لكسرة الهمزة، فإن لقى الالف ساكن مثل رأى الشمس فقد قرئ بفتحهما على الاصل وبكسرهما على ماتقدم، وبكسر الراء وفتح الهمزة، لان الالف سقطت من اللفظ لاجل الساكن بعدها، والمحذوف هنا في تقدير الثابت، وكان كسر الراء تنبيها على أن الاصل كسر الهمزة، وأن فتحها دليل على الالف المحذوفة (هذا ربى) مبتدأ وخبر، تقديره: أهذا ربى، وقيل هو على الخبر: أى هو غير استفهام.


الصفحة التالية
Icon