والثانى أنه اسم مفعول ويراد به المكان: أى فلكم مكان تستقرون فيه إما في البطون، وإما في القبور، ويقرأ بكسر القاف فيكون مكانا يستقر لكم، وقيل تقديره، فمنكم مستقر، وأما (مستودع) فبفتح الدال لا غير، ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه، وهو إما الصلب أو القبر، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستيداع.
قوله تعالى (فأخرجنا منه خضرا) أى بسببه، والخضر بمعنى الاخضر، ويجوز أن تكون الهاء في منه راجعة على النبات وهو الاشبه، وعلى الاول يكون
[٢٥٥]
فأخرجنا بدلا من أخرجنا الاولى (نخرج) في موضع نصب لخضرا، ويجوز أن يكون مستأنفا، والهاء في (منه) تعود على الخضر، و (قنوان) بكسر القاف وضمها وهما لغتان، وقد قرئ بهما والواحد قنو مثل صنو وصنوان.
وفى رفعه وجهان: أحدهما هو مبتدأ. وفى خبره وجهان: أحدهما هو، ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة الخافض. والثانى أن الخير من طلعها، وفي من النخل ضمير تقديره: ونبت من النخل شئ أو ثمر فيكون من طلعها بدلا منه، والوجه الآخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها، فيكون في من النخل ضمير تفسيره قنوان، وإن رفعت قنوان بقوله " ومن النخل " على قول من أعمل أول الفعلين جاز، وكان في من طلعها ضمير مرفوع، وقرئ في الشاذ " قنوان " بفتح القاف، وليس بجمع قنو لان فعلانا لا يكون جمعا، وإنما هو اسم للجمع كالباقر (وجنات) بالنصب عطفا على قوله " نبات كل شئ ": أى وأخرجنا به جنات، ومثله (والزيتون والرمان) ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير: من الكرم جنات، ولا يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لان العنب لا يخرج من النخل.