قوله تعالى (وكم من قرية) في كم وجهان: أحدهما هى مبتدأ، ومن قرية تبيين، ومن زائدة، والخبر (أهلكناها) وجاز تأنيث الضمير العائد على " كم " لان كم في المعنى قرى، وذكر بعضهم أن أهلكناها صفة لقرية، والخبر (فجاء ها بأسنا) وهو سهو، لان الفاء تمنع ذلك، والثانى أن " كم " في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه أهلكناها، والتقدير: كثيرا من القرى أهلكنا، ولا يجوز تقديم الفعل على " كم " إن كانت خبرا، لان لها صدر الكلام إذ أشبهت رب، والمعنى: وكم من قرية أردنا إهلاكها، كقوله " فإذا قرأت القرآن " أى أردت قراء ته، وقال قوم: هو على القلب: أى وكم من قرية جاء ها بأسنا فأهلكناها، والقلب هنا لا حاجة إليه فيبقى محض ضرورة، والتقدير: أهلكنا أهلها فجاء أهلها " بياتا " البيات اسم للمصدر وهو في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا له ويجوز أن يكون في حكم الظرف (أو هم قائلون) الجملة حال، وأو لتفصيل الجمل: أى جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا، والواو هنا واو أو، وليست حرف العطف سكنت تخفيفا. وقد ذكرنا ذلك في قوله " أو كلما عاهدوا عهدا ".
قوله تعالى (دعواهم) يجوز أن يكون اسم كان، و (إلا أن قالوا) الخبر، ويجوز العكس.
قوله تعالى (بعلم) هو في موضع الحال: أى عالمين.
[٢٦٩]
قوله تعالى (والوزن) فيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و (يومئذ) خبره. والعامل في الظرف محذوف: أى والوزن كائن يومئذ، و (الحق) صفة للوزن أو خبر مبتدإ محذوف، والثانى أن يكون الوزن خبر مبتدإ محذوف: أى هذا الوزن، ويومئذ ظرف، ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته(١).
قوله تعالى (بما كانوا) " ما " مصدرية: أى بظلمهم، والباء متعلقة بخسروا.


الصفحة التالية
Icon