قوله تعالى (من قبلكم) يجوز أن يكون ظرفا لخلت، وأن يكون صفة لامم، و (من الجن) حال من الضمير في خلت، أو صفة أخرى لامم (في النار) متعلق بادخلوا، ويجوز أن يكون صفة لامم أو ظرفا لخلت (اداركوا) يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها، وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح إدغامها.
[٢٧٣]
ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال، ووزنه على هذا افتعلوا، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا، وقرئ في الشاذ " تداركوا " على الاصل: أى أدرك بعضهم بعضا، وقرئ " إذا إداركوا " بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نية الوقف على ماقبلها والابتداء بها، وقرئ " إذا داركوا " بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثانى مدغما كما قالوا دابة وشابة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل، وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الالف وسكون العين، وسترى في موضعه إن شاء الله تعالى، و (جميعا) حال (ضعفا) صفة لعذاب، وهو بمعنى مضعف أو مضاعف، و (من النار) صفة أخرى، ويجوز أن يكون حالا.
قوله تعالى (لكل ضعف) أى لكل عذاب ضعف من النار، فحذف لدلالة الاول عليه، (ولكن لاتعلمون) بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى (لاتفتح) يقرأ بالتاء، ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير، ويقرأ بالياء لان تأنيث الابواب غير حقيقى، وللفصل أيضا (الجمل) يقرأ بفتح الجيم وهو الجمل المعروف، ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والاحسن أن يكون لغة لان تخفيف المفتوح ضعيف، ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها، وهو الحبل الغليظ، وهو جمع مثل صوم وقوم، ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد، ويقرأ كذلك إلا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم (سم الخياط) بفتح السين وضمها لغتان (وكذلك) في موضع نصب (نجزى) على أنه وصف لمصدر محذوف.


الصفحة التالية
Icon