قوله تعالى (غواش) هو جمع غاشية، وفى التنوين هنا ثلاثة أوجه: أحدها أنه تنوين الصرف، وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشى فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام، فلذلك صرفت. والثانى أنه عوض من الياء المحذوفة. والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة، ولما حذفت الحركة وعوض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين. وفى هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه.
قوله تعالى (والذين آمنوا) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما (لانكلف نفسا إلا وسعها) والتقدير: منهم، فحذف العائد كما حذف في قوله " ولمن صبر
[٢٧٤]
وغفر إن ذلك لمن عزم الامور " والثانى أن الخبر (أولئك أصحاب الجنة) ولا مكلف معترض بينهما.
قوله تعالى (من غل) هو حال من " ما " (تجرى من تحتهم) الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالاضافة، والعامل فيها معنى الاضافة.
قوله تعالى (هدانا لهذا) قد ذكرناه في الفاتحة (وماكنا) الواو للحال، ويجوز أن تكون مستأنفة، ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف، و (لنهتدى) قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى " ماكان الله ليذر المؤمنين " (أن هدانا) هما في تأويل المصدر، وموضعه رفع بالابتداء لان الاسم الواقع بعد " لولا " هذه كذلك وجواب " لولا " محذوف دل عليه ما قبله تقديره: لولا أن هدانا الله ماكنا لنهتدى. وبهذا حسنت القراء ة بحذف الواو (أن تلكم) في أن وجهان: أحدهما هى بمعنى أى ولا موضع لها، وهى تفسير للنداء.