والثانى أنها مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها: أى ونودوا أنه تلكم الجنة، والهاء ضمير الشأن، وموضع الكلام كله نصب بنودوا، وجر على تقديره بأنه (أورثتموها) يقرأ بالاظهار على الاصل، وبالادغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة، والعامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة، ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين: أحدهما أنه فصل بينهما بالخبر. والثانى أن تلك مبتدأ والابتداء لايعمل في الحال، ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم أو بدلا، وأورثتموها الخبر، ولايجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم، لان الكاف حرف للخطاب، وصاحب الحال لا يكون حرفا، ولان الحال تكون بعد تمام الكلام، والكلام لا يتم بتلكم.
قوله تعالى (أن قد وجدنا) أن يجوز أن تكون بمعنى أى، وأن تكون مخففة (حقا) يجوز أن تكون حالا، وأن تكون مفعولا ثانيا، ويكون وجدنا بمعنى علمنا (ماوعد ربكم) حذف المفعول من وعد الثانية، فيجوز أن يكون التقدير: وعدكم، وحذفه لدلالة الاول عليه، ويجوز أن يكون التقدير: ماوعد الفريقين، يعنى نعيمنا وعذابكم، ويجوز أن يكون التقدير: ماوعدنا، ويقوى ذلك أن ماعليه أصحاب النار شر، والمستعمل فيه أوعد، ووعد يستعمل في الخير أكثر (نعم) حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه، ونونها وعينها مفتوحتان، ويقرأ بكسر العين وهى لغة، ويجوز كسرهما جميعا على الاتباع (بينهم) يجوز
[٢٧٥]
أن يكون ظرفا لاذن، وأن يكون صفة لمؤذن (أن لعنة الله) يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهى مخففة: أى بأنه لعنة الله، ويجوز أن تكون بمعنى أى، لان الاذان قول، ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة وهو ظاهر، وقرئ في الشاذ بكسر الهمزة: أى فقال أن لعنة الله.
قوله تعالى (الذين يصدون) يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا.


الصفحة التالية
Icon