قوله (اسكن أنت وزوجك) أنت توكيد للضمير في الفعل أتى به ليصح العطف عليه والاصل في (كل) أأكل مثل أقتل إلا أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا، ومثله خذ، ولايقاس عليه، فلا تقول في الامر من أجر يأجر جر، وحكى سيبويه أو كل شاذا (منها) أى من ثمرتها، فحذف المضاف، وموضعه نصب بالفعل قبله، ومن لابتداء الغاية و (رغدا) صفة مصدر محذوف: أى أكلا رغدا أى طيبا هنيئا، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره: كلا مستطيبين متهنئين (حيث) ظرف مكان، والعامل فيه كلا، ويجوز أن يكون بدلا من الجنة فيكون حيث مفعولا به، لان الجنة مفعول وليس بظرف، لانك تقول سكنت
[٣١]
البصرة وسكنت الدار، بمعنى نزلت، فهو كقولك انزل من الدار حيث شئت (هذه الشجرة) الهاء بدل من الياء في هذى، لانك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتى، والياء للمؤنث مع الذال لاغير، والهاء بدل منها لانها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه، وقرئ في الشاذ " هذه الشيرة " وهى لغة أبدلت الجيم فيها ياء لقربها منها في المخرج (فتكونا) جواب النهى، لان التقدير: إن تقربا تكونا، وحذف النون هنا علامة النصب لان جواب النهى إذا كان بالفاء فهو منصوب، ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف.


الصفحة التالية
Icon