قوله تعالى (فأزلهما) يقرأ بتشديد اللام من غير ألف: أى حملها على الزلة، ويقرأ " فأزلهما " أى نحاهما، وهو من قولك: زال الشئ يزول إذا فارق موضعه وأزلته نحيته، وألفه منقلبة عن واو (مما كانا فيه) مابمعنى الذى، ويجوز أن تكون نكرة موصوفة: أى من نعيم أو عيش (اهبطوا) الجمهور على كسر الباء وهى اللغة الفصيحة، وقرئ بضمها، وهى لغة (بعضكم لبعض عدو) جملة في موضع الحال من الواو في اهبطوا أى اهبطوا متعادين، واللام متعلقة بعدو، لان التقدير بعضكم عدو لبعض، ويعمل عدو عمل الفعل لكن بحذف الجر، ويجوز أن يكون صفة لعدو، فلما تقدم عليه صار حالا، ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة، وأما إفراد عدو فيحتمل أن يكون لما كان بعضكم مفردا في اللفظ أفرد عدو، ويحتمل أن يكون وضع الواحد موضع الجمع كما قال: " فإنهم عدو لى " (ولكم في الارض مستقر) يجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون حالا أيضا، وتقديره: اهبطوا متعادين مستحقين الاستقرار، ومستقر يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار، ويجوز أن يكون مكان الاستقرار، و (إلى حين) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لانه في حكم المصدر والتقدير وأن تمتعوا إلى حين.
قوله تعالى (فتلقى آدم) يقرأ برفع آدم ونصب كلمات، وبالعكس لان كل ماتلقاك فقد تلقيته، و (من ربه) يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى، ويكون لابتداء الغاية، ويجوز أن يكون في الاصل صفة لكلمات تقديره: كلمات كائنة من ربه، فلما قدمها انتصبت على الحال (إنه هو التواب) هو هاهنا مثل أنت في " إنك أنت العليم الحكيم "وقد ذكر قوله (منها جميعا) حال: أى مجتمعين إما في زمن واحد أو في أزمنة، بحيث يشتركون في الهبوط (فإما) إن حرف شرط،
[٣٢]


الصفحة التالية
Icon