قوله تعالى (لاتزغ قلوبنا) الجمهور على ضم التاء ونصب القلوب، يقال: زاغ القلب وأزاغه الله، وقرئ بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها، و (إذ هديتنا) ليس بظرف لانه أضيف إليه بعد (من لدنك) لدن مبنية على السكون، وهى مضافة لان علة بنائها موجودة بعد الاضافة، والحكم يتبع العلة، وتلك العلة أن لدن بمعنى عند الملاصقة للشئ، فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة، ولدن عند مخصوص فقد صار فيها معنى لايدل عليه الظرف بل هو من قبيل مايفيده الحرف، فصارت كأنها متضمنة للحرف الذى كان ينبغى أن يوضع دليلا على القرب ومثله ثم وهنا لانهما بنيا لما تضمنا حرف الاشارة.
وفيها لغات هذه إحداها، وهى فتح اللام وضم الدال وسكون النون. والثانية كذلك إلا أن الدال ساكنة، وذلك
[١٢٥]
تخفيف كما خفف عضد، والثالثة بضم اللام وسكون الدال، والرابعة لدى(١) والخامسة لد بفتح اللام وضم الدال من غير نون، والسادسة بفتح اللام وإسكان الدال ولاشئ بعد الدال.
قوله تعالى (جامع الناس) الاضافة غير محضة لانه مستقبل، والتقدير: جامع الناس (ليوم) تقديره: لعرض يوم أو حساب يوم، وقيل اللام بمعنى في: أى في يوم، والهاء في (فيه) تعود على اليوم، وإن شئت على الجمع، وإن شئت على الحساب أو العرض، ولاريب في موضع جر صفة ليوم (إن الله لا يخلف) أعاد ذكر الله مظهرا تفخيما، ولو قال إنك لا تخلف كان مستقيما، ويجوز أن يكون مستأنفا وليس محكيا عمن تقدم، و (الميعاد) مفعال من الوعد قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ماقبلها.


الصفحة التالية
Icon