قوله تعالى (شهد الله) الجمهور على أنه فعل وفاعل، ويقرأ " شهداء لله " جمع شهيدا أو شاهد بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله، وهو حال من يستغفرون، ويقرأ كذلك إلا أنه مرفوع على تقدير: هم شهداء، ويقرأ " شهداء الله " بالرفع والاضافة، و (أنه) أى بأنه في موضع نصب أو جر على ماذكرنا من الخلاف في غير موضع (قائما) حال من هو، والعامل فيه معنى الجملة: أى يفرد قائما، وقيل هو حال من اسم الله: أى شهد لنفسه بالوحدانية، وهى حال مؤكدة على الوجهين، وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف (العزيز الحكيم) مثل الرحمن الرحيم في قوله " وإلهكم إله واحد " وقد ذكر.
[١٢٩]
قوله تعالى (إن الذين) الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، ويقرأ بالفتح على أن الجملة مصدر، وموضعه جر بدلا من أنه لاإله إلا هو: أى شهد الله بوحدانيته بأن الدين، وقيل هو بدل من القسط، وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع، والبدل على الوجوه كلها بدل الشئ من الشئ وهو هو، ويجوز بدل الاشتمال (عند الله) ظرف العامل فيه الدين، وليس بحال منه لانه أن تعمل في الحال (بغيا) مفعول من أجله، والتقدير: اختلفوا بعد ماجاء هم العلم للبغى، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (ومن يكفر) " من " مبتدأ، والخبر يكفر، وقيل الجملة من الشرط والجزاء هى الخبر، وقيل الخبر هو الجواب، والتقدير: سريع الحساب له.
قوله تعالى (ومن اتبعنى) " من " في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت: أى وأسلم من اتبعنى وجوههم لله، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف: أى كذلك، ويجوز إثبات الياء على الاصل وحذفها تشبيها له برؤوس الآى والقوافى، كقول الاعشى: فهل يمنعنى ارتيادى البلا * دمن حذر الموت أن يأتين وهو كثير في كلامهم (أأسلمتم) هو في معنى الامر: أى أسلموا كقوله " فهل أنتم منتهون " أى انتهوا.


الصفحة التالية
Icon