قوله تعالى (فبشرهم) هو خبر إن، ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذى فعلا، وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر، ولا تمنع إن من دخول الفاء في الخبر لانها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته، فلو دخلت على الذى كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر.
ويقرأ " ويقاتلون النبيين " ويقتلون هو المشهور، ومعناهما متقارب.
قوله تعالى (يدعون) في موضع حال من الذين (وهم معرضون) في موضع رفع صفة لفريق، أو حالا من الضمير في الجار، وقد ذكرنا ذلك في قوله " أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
قوله تعالى (ذلك) هو خبر مبتدإ محذوف. أى ذلك الامر ذلك، فعلى هذا يكون قوله (بأنهم قالوا) في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الاشارة: أى ذلك الامر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف، والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره: أى ذلك العذاب مستحق بقولهم.
[١٣٠]
قوله تعالى (فكيف إذا جمعناهم) كيف في موضع نصب على الحال، والعامل فيه محذوف تقديره: كيف يصنعون أو كيف يكونون، وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا.
قوله تعالى (قل اللهم) الميم المشددة عوض من ياء، وقال الفراء: الاصل ياألله أمنا بخير، وهو مذهب ضعيف، وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع (مالك الملك) هو نداء ثان: أى يامالك الملك، ولايجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع، لان الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده، وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة (تؤتى الملك) هو ومابعده من المعطوفات خبر مبتدإ محذوف: أى أنت، وقيل هو مستأنف، وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى، وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه، والتقدير: من يشاء إتيانه إياه، ومن يشاء انتزاعه منه (بيدك الخير) مستأنف، وقيل حكمه حكم ماقبله من الجمل.


الصفحة التالية
Icon