قوله تعالى (هنا لك) أكثر مايقع هنا ظرف مكان وهو أصلها، وقد وقعت هنا زمانا فهى في ذلك كعند فإنك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك أتيتك عند طلوع الشمس، وقيل هنا مكان: أى في ذلك المكان دعا زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك، ودخلت اللام لزيادة البعد وكسرت على أصل التقاء الساكنين هى والالف قبلها، وقيل كسرت لئلا تلتبس بلام الملك، وإذا حذفت الكاف فقلت هنا للمكان والحاضر في هنا دعا (قال) مثل قال أنى لك (من لدنك) يجوز أن يتعلق بهب لى فيكون من لابتداء غاية الهبة، ويجوز أن يكون في الاصل صفة ل‍ (ذرية) قدمت فانتصبت على الحال، و (سميع) بمعنى سامع.
[١٣٣]
قوله تعالى (فنادته) الجمهور على إثبات تاء التأنيث، لان الملائكة جماعة، وكره(١) قوم التاء لانها للتأنيث، وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراء ة به جيدة، لان الملائكة جمع ومااعتلوا به ليس بشئ، لان الاجماع على إثبات التاء في قوله " وإذ قالت الملائكة يامريم " (وهو قائم) حال من الهاء في نادته (يصلى) حال من الضمير في قائم، ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم (إن الله) يقرأ بفتح الهمزة: أى بأن الله، وبكسرها: أى قالت إن الله لان النداء قول (يبشرك) الجمهور على التشديد، ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا، وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا، يقال بشرته وبشرته وأبشرته.
ومنه قوله " وأبشروا بالجنة " (يحيى) اسم أعجمى، وقيل سمى بالفعل الذى ماضيه حيى (مصدقا) حال منه (وسيدا وحصورا ونبيا) كذلك.


الصفحة التالية
Icon