لانها معنى المهيإ، ويجوز أن تعود على الكاف لانها اسم بمعنى مثل، وأن تعود على الطير، وأن تعود على المفعول المحذوف (فيكون) أى فيصير، فيجوز أن تكون كان هنا التامة، لان معناها صار، وصار بمعنى انتقل، ويجوز أن تكون الناقصة، و (طائرا) على الاول حال، وعلى الثانى خبر، و (بإذن الله) يتعلق بيكون (بما تأكلون) يجوز أن تكون بمعنى الذى ونكرة موصوفة ومصدرية، وكذلك
[١٣٦]
ماالاخرى، والاصل في (تدخرون) تذتخرون إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا، فأبدلت التاء دالا لانها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت، ومن العرب من يقلب التاء ذالا، ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر.
قوله تعالى (ومصدقا) حال معطوفة على قوله بآية: أى جئتكم بآية ومصدقا (لما بين يدى) ولايجوز أن يكون معطوفا على وجيها، لان ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة (من التوراة) في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين، والعامل فيها الاستقرار أن نفس الظرف، ويجوز أن يكون حالا من " ما " فيكون العامل فيها مصدقا (ولاحل) هو معطوف على محذوف تقديره: لاخفف عنكم أو نحو ذلك (وجئتكم بآية) هذا تكرير للتوكيد، لانه قد سبق هذا المعنى في الآية التى قبلها.


الصفحة التالية
Icon