قوله تعالى (منهم الكفر) يجوز أن يتعلق " من " بأحس، وأن يكون حالا من الكفر (أنصارى) هو جمع نصير كشريف وأشراف، وقال قوم: هو جمع نصر وهو ضعيف، إلا أن تقدر فيه حذف مضاف: أى من صاحب نصرى، أو تجعله مصدرا وصف به، و (إلى) في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره: من أنصارى مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله، وقيل هى بمعنى مع وليس بشئ، فإن إلى لاتصلح أن تكون بمعنى مع، ولاقياس يعضده (الحواريون) الجمهور على تشديد الياء وهو الاصل، لانها ياء النسبة، ويقرأ بتخفيفها لانه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليلا على أصل، كما قرء وا " يستهزئون " مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل، واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض، وكان الحواريون يقصرون الثياب، وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه.
قوله تعالى (فاكتبنا مع الشاهدين) في الكلام حذف تقديره: مع الشاهدين لك بالوحدانية.
قوله تعالى (والله خير الماكرين) وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما، والاصل وهو خير الماكرين.
قوله تعالى (متوفيك ورافعك إلي) كلاهما للمستقبل ولايتعرفان
[١٣٧]
بالاضافة والتقدير، رافعك إلي ومتوفيك، لانه رفع إلى السماء ثم يتوفى بعد ذلك، وقيل الواو للجمع فلا فرق بين التقديم والتأخير، وقيل متوفيك من بينهم ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير (وجاعل الذين اتبعوك) قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام فيكون الكلام تاما على ماقبله، وقيل هو لعيسى.
والمعنى: أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة، فأما يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كلا على عمله.


الصفحة التالية
Icon