وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال، فيجوز على هذا أن يتعلق بها، وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر، ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا فيكون في ليس ضميرالشأن (ويقولون على الله) يجوز أن يتعلق على بيقولون لانه بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه، ولايجوز أن يتعلق بالكذب لان الصلة لاتتقدم على الموصول، ويجوز ذلك على التبيين (وهم يعلمون) جملة في موضع الحال.
قوله تعالى (بلى) في الكلام حذف تقديره: بلى عليهم سبيل، ثم ابتدأ فقال (من أوفى) وهى شرط (فإن الله) جوابه، والمعنى: فإن الله يحبهم، فوضع الظاهر موضع المضمر.
قوله تعالى (يلوون) هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى، ولو
[١٤١]
أفرد جاز على اللفظ، والجمهور على إسكان اللام وإثبات واوين بعدها، ويقرأ بفتح اللام وتشديد الواو وضم الياء على التكثير، ويقرأ بضم اللام وواو واحدة ساكنة والاصل يلوون كقراء ة الجمهور إلا أنه همز الواو لانضمامها، ثم ألقى حركتها على اللام. والالسنة جمع لسان، وهو على لغة من ذكر اللسان، وأما من أنثه فإنه يجمعه على ألسن، و (بالكتاب) في موضع الحال من الالسنة: أى ملتبسة بالكتاب أو ناطقة بالكتاب، و (من الكتاب) هو المفعول الثانى لحسب.
قوله تعالى (ثم يقول) هو معطوف على يؤتيه، ويقرأ بالرفع على الاستئناف (بما كنتم) في موضع الصفة لربانيين، ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب فتتعلق بكان ومامصدرية: أى يعلمكم الكتاب، ويجوز أن تكون الباء متعلقة بربانيين (تعلمون) يقرأ بالتخفيف: أى تعرفون، وبالتشديد: أى تعلمونه غيركم (تدرسون) يقرأ بالتخفيف: أى تدرسون الكتاب فالمفعول محذوف، ويقرأ بالتشديد وضم التاء: أى تدرسون الناس الكتاب.