قوله تعالى (نحلة) لان معنى آتوهن أنحلوهن، وقيل هو مصدر في موضع الحال، فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين: أى ناحلين، وأن يكون من الصدقات، وأن يكون من النساء: أى منحولات (نفسا) تمييز، والعامل فيه طبن، والمفرد هنا في موضع الجمع لان المعنى مفهوم، وحسن ذلك أن
[١٦٧]
نفسا هنا في معنى الجنس، فصار كدرهما في قولك: عندى عشرون درهما (فكلوه) الهاء تعود على شئ، والهاء منه تعود على المال لان الصدقات مال (هنيئا) مصدر جاء على فعيل، وهو نعت لمصدر محذوف: أى أكلا هنيئا، وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء، والتقدير: مهنأ أو طيبا و (مريئا) مثله والمرئ فعيل بمعنى مفعل، لانك تقول: أمرأنى الشئ إذا لم تستعمله مع هنانى فإن قلت هنانى ومرانى لم تأت بالهمزة في مرانى لتكون تابعة لهنانى.
قوله تعالى (أموالكم التى) الجمهور على إفراد التى لان الواحد من الاموال مذكر، فلو قال اللواتى لكان جمعا كما أن الاموال جمع، والصفة إذا جمعت من أجل أن الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث، وقرئ في الشاذ اللواتى جمعا اعتبارا بلفظ الاموال (جعل الله) أى صيرها فهو متعد إلى مفعولين والاول محذوف وهو العائد، ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا (قياما) يقرأ بالياء والالف وهو مصدر قام والياء بدل من الواو، وأبدلت منها لما أعلت في الفعل وكانت قبلها كسرة، والتقدير: التى جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم: أى بقائها ويقرأ قيما بغير ألف وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض، وكان القياس أن تثبت الواو لتحصنها بتوسطها كما صحت في الحول والعوض، ولكن أبدلوها ياء حملا على قيام على اعتلالها في الفعل.
والثانى أنها جمع قيمة كديمة وديم. والمعنى: أن الاموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها.


الصفحة التالية
Icon