والوجه الثانى أن يكون الخبر " للذين يعملون "، وأما " على الله " فيكون حالا من شئ محذوف تقديره: إنما التوبة إذ كانت على الله أو إذا كانت على الله، فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء، لان الظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدم عليه، وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان، ولايجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لانه عامل معنوى، والحال لا يتقدم على المعنوى، ونظيره هذه المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا.
[١٧٢]
قوله تعالى (ولا الذين يموتون) في موضعه وجهان: أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات: أى ولا الذين يموتون. والوجه الثانى أن يكون مبتدأ، وخبره (أولئك أعتدنا لهم) واللام لام الابتداء وليست لا النافية.
قوله تعالى (أن ترثوا) في موضع رفع فاعل يحل، و (النساء) فيه وجهان: أحدهما هو المفعول الاول، والنساء على هذا هن الموروثات، وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول: نحن أحق بنكاحهن.
والثانى أنه المفعول الثانى: والتقدير: أن يرثوا من النساء المال، و (كرها) مصدر في موضع الحال من المفعول، وفيه الضم والفتح، وقد ذكر في البقرة (ولا تعضلوهن) فيه وجهان: أحدهما هو منصوب عطفا على ترثوا: أى ولا أن تعضلوهن، والثانى هو جزم بالنهى فهو مستأنف (لتذهبوا) اللام متعلقة بتعضلوا، وفى الكلام حذف تقديره: ولا تعضلوهن من النكاح أو من الطلاق على اختلافهم في المخاطب به هل هم الاولياء أو الازواج (ما آتيتموهن) العائد على ما محذوف تقديره: ما آتيتموهن إياه، وهو المفعول الثانى (إلا أن يأتين بفاحشة) فيه وجهان: أحدهما هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
والثانى هو في موضع الحال تقديره: إلا في حال إتيانهن الفاحشة، وقيل هو استثناء متصل تقديره: ولاتعضلوهن في حال إلا في حال إتيان الفاحشة (مبينة) يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله: أى أظهرها صاحبها، وبكسر الياء والتشديد.


الصفحة التالية
Icon