قوله تعالى (مثقال ذرة) فيه وجهان: أحدهما هو مفعول ليظلم، والتقدير: لايظلمهم، أو لايظلم أحدا، ويظلم بمعنى ينتقص: أى ينقص وهو متعد إلى مفعولين والثانى هو صفة مصدر محذوف تقديره: ظلما قدر مثقال ذرة، فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامهما (وإن تك حسنة) حذفت نون تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة، وشبه النون لغنتها وسكونها بالواو، فإن تحركت لم تحذف نحو " ومن يكن الشيطان ولم يكن الذين " وحسنة بالرفع على أن كان التامة، وبالنصب على أنها الناقصة، و (من لدنه) متعلق بيؤت أو حال من الاجر.
قوله تعالى (فكيف إذا) الناصب لها محذوف: أى كيف تصنعون أو تكونون وإذاظرف لذلك المحذوف (من كل أمة) متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه (وجئنا بك) معطوف على جئنا الاولى،
[١٨١]
ويجوز أن يكون حالا وتكون قد مرادة، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويكون الماضى بمعنى المستقبل، و (شهيدا) حال وعلى يتعلق به، ويجوز أن يكون حالا منه.
قوله تعالى (يومئذ) فيه وجهان: أحدهما هو ظرف ل (يود) فيعمل فيه. والثانى يعمل فيه شهيدا، فعلى هذا يكون يود صفة ليوم، والعائد محذوف: أى فيه وقد ذكر ذلك في قوله " واتقوا يوما لاتجزى " والاصل في " إذا " إذ، وهى ظرف زمان ماض، فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن، فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة تقديره: يوم إذ تأتى بالشهداء، وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها (وعصوا الرسول) في موضع الحال، وقد مرادة وهى معترضة بين يود وبين مفعولها، وهو (لو تسوى) ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله.
ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد: أى تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم.
ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية (ولايكتمون) فيه وجهان: أحدهما هو حال، والتقدير: يودون أن يعذبوا في الدنيا دون الآخرة، أو يكونوا كالارض (ولايكتمون الله) في ذلك اليوم (حديثا).