قوله تعالى (ليسوا) الواو اسم ليس، وهى راجعة على المذكورين قبلها و (سواء) خبرها: أى ليسوا مستوين، ثم استأنف فقال (من أهل الكتاب أمة قائمة) فأمة مبتدأ وقائمة نعت له، والجار قبله خبره، ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار، وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر والاصل منهم أمة، وقيل أمة رفع بسواء، وهذا ضعيف في المعنى والاعراب، لانه منقطع مما قبله، ولايصح أن تكون الجملة خبر ليس، وقيل أمة اسم ليس، والواو فيها حرف يدل على الجمع كما قالوا: أكلونى البراغيث، وسواء الخبر، وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفاوت الامة القائمة التالية لآيات الله، بل الغرض أن من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا (يتلون) صفة أخرى لامة، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة أو من الامة لانها قد وصفت، والعامل على هذا الاستقرار، و (آناء الليل) ظرف ليتلون لا لقائمة، لان قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة، وواحد الآناء إنى مثل معى، ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على وزن عصا، ومنهم من يقول إنى بالياء وكسر الهمزة، (وهم يسجدون) حال من الضمير في يتلون أو في قائمة، ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك (يؤمنون. ويأمرون. وينهون) إن شئت جعلتها أحوالا، وإن شئت استأنفتها.
[١٤٧]
قوله تعالى، و (ما يفعلوا) يقرأ بالتاء على الخطاب، وبالياء حملا على الذى قبله.
قوله تعالى (كمثل الريح) فيه حذف مضاف تقديره: كمثل مهلك ريح: أى ما ينفقون هالك كالذى تهلكه (فيها صر) مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح، ويجوز أن ترفع صرا بالظرف لانه قد اعتمد على ماقبله، و (أصابت) في موضع جر أيضا صفة لريح، ولايجوز أن تكون صفة لصر لان الصر مذكر والضمير في أصابت مؤنث، وقيل ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام، وذلك أن قوله " كمثل ريح " إلى قوله " فأهلكته " متصل بعضه ببعض، فامتزجت المعانى فيه وفهم المعنى (ظلموا) صفة لقوم.


الصفحة التالية
Icon