قوله تعالى (أم حسبتم) أم هنا منقطعة: أى بل أحسبتم، و (أن تدخلوا) أن والفعل يسد مسد المفعولين.
وقال الاخفش المفعول الثانى محذوف (ويعلم الصابرين) يقرأ بكسر الميم عطفا على الاولى، وبضمها على تقدير: وهو يعلم، والاكثر في القراء ة الفتح وفيه وجهان: أحدهما أنه مجزوم أيضا لكن الميم لما حركت لالتقاء الساكنين حركت بالفتح إتباعا للفتحة قبلها، والوجه الثانى أنه منصوب على إضمار أن، والواو هاهنا بمعنى الجمع كالتى في قولهم: لاتأكل السمك وتشرب اللبن
[١٥١]
والتقدير: أظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين، ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو قدرت الواو بمع صح المعنى والاعراب.
قوله تعالى (من قبل أن تلقوه) الجمهور على الجر بمن وإضافته إلى الجملة، وقرئ بضم اللام والتقدير: ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل، فأن تلقوه بدل من الموت بدل الاشتمال والمراد لقاء أسباب الموت لانه قال (فقد رأيتموه وأنتم تنظرون) وإذا رأى الموت لم تبق بعده حياة. ويقرأ " تلاقوه " وهو من المفاعلة التى تكون بين اثنين لان مالقيك فقد لقيته، ويجوز أن تكون من واحد مثل سافرت.
قوله تعالى (قد خلت من قبله الرسل) في موضع رفع صفة لرسول، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في رسول، وقرأ ابن عباس " رسل " نكرة، وهو قريب من معنى المعرفة، ومن متعلقة بخلت، ويجوز أن يكون حالا من الرسل (أفإن مات) الهمزة عند سيبويه في موضعها، والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله.
وقال يونس: الهمزة في مثل هذا حقها أن تدخل على جواب الشرط تقديره: أتنقلبون على أعقابكم إن مات، لان الغرض التنبيه أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط.


الصفحة التالية
Icon