ومذهب سيبويه الحق لوجهين: احدهما أنك لو قد مت الجواب لم يكن للفاء وجه، إذ لايصح أن تقول أتزورنى فإن زرتك، ومنه قوله " أفإن مت فهم الخالدون " والثانى أن الهمزة لها صدر الكلام، وإن لها صدر الكلام وقد وقعا في موضعها، والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط، والجواب لانهما كالشئ الواحد (على أعقابكم) حال: أى راجعين.
قوله تعالى (وماكان لنفس أن تموت) أى تموت اسم كان، و (إلا بإذن الله) الخبر واللام للتبيين متعلقة بكان، وقيل هى متعلقة بمحذوف تقديره: الموت لنفس، وأن تموت تبيين للمحذوف، ولايجوز أن تتعلق اللام بتموت لما فيه من تقديم الصلة على الموصول، قال الزجاج التقدير: وما كان نفس لتموت، ثم قدمت اللام (كتابا) مصدر: أى كتب ذلك كتابا (ومن يرد ثواب الدنيا) بالاظهار على الاصل وبالادغام لتقاربهما (نؤته منها) مثل " يؤده إليك " (وسنجزى) بالنون والياء، والمعنى مفهوم.
قوله تعالى (وكأين) الاصل فيه أى التى هى بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه وصارا في معنى كم التى للتكثير، كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم كذا لمعنى
[١٥٢]
لم يكن لكل واحد منهما، وكما أن معنى لولا بعد التركيب لم يكن لهما قبله، وفيها خمسة أوجه كلها قد قرئ به، فالمشهور " كأين " بهمزة بعدها ياء مشددة وهو الاصل.
والثانى " كائن " بألف بعدها همزة مكسورة من غير ياء، وفيه وجهان: أحدهما هو فاعل من كان يكون حكى عن المبرد، وهو بعيد الصحة، لانه لو كان ذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير.


الصفحة التالية
Icon