والثانى أن أصله كأين، قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيئن، فوزنه الآن كعلف، لانك قدمت العين واللام، ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتضعيف كما قالوا في أيها أيهما ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا كما أبدلت في آية وطائى، وقيل حذفت الياء الساكنة وقدمت المتحركة فانقلبت ألفا، وقيل لم يحذف منه شئ ولكن قدمت المتحركة وبقيت الاخرى ساكنة وحذفت بالتنوين مثل قاض.
والوجه الثالث " كأن " على وزن كعن، وفيه وجهان: أحدهما أنه حذف إحدى الياء ين على ما تقدم، ثم حذفت الاخرى لاجل التنوين. والثانى أنه حذف الياء ين دفعة واحدة، واحتمل ذلك لما امتزج الحرفان.
والوجه الرابع " كأى " بياء خفيفة بعد الهمزة، ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة كما سكنوا الهاء في لهو وفهو، وحرك الياء لسكون ماقبلها.
والخامس " كيئن " بياء ساكنة قبل الهمزة، وهو الاصل في كائن، وقد ذكر، فأما التنوين فأبقى في الكلمة على مايجب لها في الاصل، فمنهم من يحذفه في الوقف لانه تنوين، ومنهم من يثبته فيه لان الحكم تغير بامتزاج الكلمتين، وأما أى فقال ابن جنى هى مصدر أوى يأوى: إذا انضم واجتمع، وأصله أوى فاجتمعت الواو والياء وسبقت الاولى بالسكون فقلبت وأدغمت مثل جئ وشئ، وأما موضع كأين فرفع بالابتداء، ولا تكاد تستعمل إلا وبعدها من.
وفى الخبر ثلاثة أوجه: أحدها (قتل) وفى قتل الضمير للنبى، وهو عائد على كأين لان كأين في معنى نبى، والجيد أن يعود الضمير على لفظ كأين كما تقول: مائة نبى قتل، والضمير للمائة إذ هى المبتدأ.
فإن قلت: لو كان كذلك لانثت فقلت قتلت، قيل هذا محمول على المعنى لان التقدير كثير من الرجال قتل، فعلى هذا يكون (معه ربيون) في موضع الحال من الضمير في قتل.
والثانى أن يكون قتل في موضع جر صفة لنبى، ومعه ربيون الخبر كقولك: كم من رجل صالح معه مال.


الصفحة التالية
Icon