قوله تعالى (وما أصابكم) ما بمعنى الذى وهو مبتدأ، والخبر (فبإذن الله) أى واقع بإذن الله (وليعلم) اللام متعلقة بمحذوف: أى وليعلم الله أصابكم هذا، ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره: فبإذن الله ولان يعلم الله (تعالوا قاتلوا) إنما لم يأت بحرف العطف لانه أراد أن يجعل كل واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها، ويجوز أن يقال: إن المقصود هو الامر بالقتال، وتعالوا ذكر
[١٥٧]
مالو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه، وقيل الامر الثانى حال (هم للكفر) اللام في قوله للكفر و (للايمان) متعلقة بأقرب، وجاز أن يعمل أقرب فيهما لانهما يشبهان الظرف، وكما عمل أطيب في قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدرين لان أفعل يدل على معنيين على أصل الفعل وزيادته فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الآخر، فتقديره: تزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الايمان، واللام هنا على بابها، وقيل هى بمعنى إلى (يقولون) مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب: أى قربوا إلى الكفر قائلين.
قوله تعالى (الذين قاتلوا) يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار أعنى، أو صفة للذين نافقوا أو بدلا منه، وفى موضع جر بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر " قل فادرء وا " والتقدير: قل لهم (وقعدوا) ويجوز أن يكون معطوفا على الصلة معترضا بين قالوا ومعمولها وهو (لو أطاعونا) وأن يكون حالا، وقد مرادة.
قوله تعالى (بل أحياء) أى بل هم أحياء، ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول: ظننت زيدا قائما بل قاعدا، وقيل أضمر الفعل تقديره: بل أحسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم مايدل عليه، و (عند ربهم) صفة لاحياء، ويجوز أن يكون ظرفا لاحياء لان المعنى يحيون عند الله، ويجوز أن يكون ظرفا ل‍ (يرزقون) ويرزقون صفة لاحياء، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء: أى يحيون مرزوقين، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظرف إذا جعلته صفة.


الصفحة التالية
Icon