قوله تعالى (الذين يذكرون الله) في موضع جر نعتا لاولى، أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على إضمارهم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره: يقولون ربنا (قياما وقعودا) حالان من ضمير الفاعل في يذكرون (وعلى جنوبهم) حال أيضا، وحرف الجر يتعلق بمحذوف هو الحال في الاصل تقديره: ومضطجعين على جنوبهم (ويتفكرون) معطوف على يذكرون، ويجوز أن يكون حالا أيضا: أى يذكرون الله متفكرين (باطلا) مفعول من أجله، والباطل هنا فاعل بمعنى المصدر مثل العاقبة والعافية، والمعنى ما خلقتهما عبثا، ويجوز أن يكون حالا تقديره ماخلقت هذا خاليا عن حكمة، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف: أى خلقا باطلا.
[١٦٣]
فإن قيل: كيف قال هذا والسابق ذكر السموات والارض والاشارة إليها بهذه؟ ففى ذلك ثلاثة أوجه: أحدها أن الاشارة إلى الخلق المذكور في قوله " خلق السموات " وعلى هذا يجوز أن يكون الخلق مصدرا، وأن يكون بمعنى المخلوق، ويكون من إضافة الشئ إلى ماهو هو في المعنى.
والثانى أن السموات والارض بمعنى الجمع، فعادت الاشارة إليه.
والثالث أن يكون المعنى ماخلقت هذا المذكور أو المخلوق (فقنا) دخلت الفاء لمعنى الجزاء فالتقدير إذا نزهناك أو وحدناك فقنا (من تدخل النار) في موضع نصب بتدخل، وأجاز قوم أن يكون منصوبا بفعل دل عليه جواب الشرط، وهو (فقد أخزيته) وأجاز قوم أن يكون من مبتدأ والشرط وجوابه الخبر، وعلى جميع الاوجه الكلام كله في موضع رفع خبر إن.
قوله تعالى (ينادى) صفة لمناديا أو حال من الضمير في مناديا.