والثانى هو مفعول: أى لمن أهلك، أو لما أهلك منها، ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك، ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف إلى الفاعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.
قوله تعالى (وإذ قال) أى واذكر (لا أبرح) فيه وجهان: أحدهما هى الناقصة وفي اسمها وخبرها وجهان: أحدهما خبرها محذوف: أى لا أبرح أسير، والثانى الخبر (حتى أبلغ) والتقدير: لا أبرح سيرى، ثم حذف الاسم وجعل ضمير المتكلم عوضا منه، فأسند الفعل إلى المتكلم.
والوجه الآخر هى التامة، والمفعول محذوف أى لا أفارق السير حتى أبلغ، كقولك: لا أبرح المكان: أى لا أفارق (أو أمضى) في " أو " وجهان: أحدهما هى لاحد الشيئين: أى أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب. والثانى أنها بمعنى إلا أن: أى إلا أن أمضى زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين، والمجمع ظرف، ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.
[١٠٦]
قوله تعالى (سبيله) الهاء تعود على الحوت، و (في البحر) يجوز أن يتعلق باتخذ، وأن يكون حالا من السبيل أومن (سربا).
قوله تعالى (أن أذكره) في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه: أى ماأنسانى ذكره، وكسر الهاء وضمها جائزان، وقد قرئ بهما (عجبا) مفعول ثان لاتخذ، وقيل هو مصدر: أى قال موسى عجبا، فعلى هذا يكون المفعول الثانى لاتخذ في البحر.
قوله تعالى (نبغى) الجيد إثبات الياء، وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهل ذلك أن الهاء لا تضم هاهنا (قصصا) مصدر: فارتدا على المعنى، وقيل هو مصدر فعل محذوف: أى يقصان قصصا، وقيل هو في موضع الحال: أى مقتصين و (علما) مفعول به، ولو كان مصدرا لكان تعليما.