قوله تعالى (وقرى) يقرأ بفتح القاف والماضى منه قررت ياعين بكسر الراء والكسر قراء ة شاذة، وهى لغة شاذة، والماضى قررت ياعين بفتح الراء، و (عينا) تمييز، و (ترين) أصله ترأيين مثل ترغبين، فالهمزة عين الفعل، والياء لامه، وهو مبنى هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم، وبقيت ياء الضمير وحركت لسكونها وسكون النون بعدها، فوزنه يفين، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا، ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإما وهو بعيد، و (من البشر) حال من (أحدا) أو مفعول به.
قوله تعالى (فأتت به) الجار والمجرور حال، وكذلك (تحمله) وصاحب الحال مريم، ويجوز أن يجعل تحمله حالا من ضمير عيسى عليه السلام، و (جئت) أى فعلت فيكون (شيئا) مفعولا، ويجوز أن يكون مصدرا: أى مجيئا عظيما.
قوله تعالى (من كان) كان زائدة: أى من هو في المهد، و (صبيا) حال من الضمير في الجار والضمير المنفصل المقدر كان متصلا بكان، وقيل كان الزائدة لايستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو، بل يكون الظرف صلة من، وقيل ليست زائدة بل هى كقوله " وكان الله عليما حكيما " وقد ذكر، وقيل هى بمعنى صار، وقيل هى التامة، ومن بمعنى الذى، وقيل شرطية وجوابها كيف.
[١١٤]
قوله تعالى (وبرا) معطوف على مباركا، ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء، وهو معطوف على الصلاة، ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء: أى وألزمنى برا، أو جعلتنى ذا بر، فحذف المضاف أو وصفه بالمصدر.
قوله تعالى (والسلام) إنما جاء ت هذه بالالف واللام لان التى في قصة يحيى عليه السلام نكرة، فكان المراد بالثانى الاول كقوله تعالى " كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول " وقيل النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء (ويوم ولدت) ظرف، والعامل فيه الخبر الذى هو على، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.