قوله تعالى (إلا الذين يصلون) في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم (بينكم وبينهم ميثاق) يجوز أن ترفع ميثاق بالظرف لانه قد وقع صفة، وأن ترفعه بالابتداء والجملة في موضع جر (حصرت) فيه وجهان: أحدهما لاموضع لهذه الجملة، وهى دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال. والثانى لها موضع وفيه وجهان: أحدهما هو جر صفة لقوم ومابينهما صفة أيضا، وجاء وكم معترض، وقد قرأ بعض الصحابة " بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم " بحذف
[١٩٠]
أو جاؤكم، والثانى موضعها نصب وفيه وجهان: أحدهما موضع حال، وقد مرادة تقديره: أو جاء وكم قد حصرت، والثانى هو صفة لموصوف محذوف: أى جاء وكم قوما حصرت، والمحذوف حال موطئة، ويقرأ حصرت بالنصب على الحال، وبالجر صفة لقوم، وإن كان قد قرئ حصرت بالرفع فعلى أنه خبر، وصدروهم مبتدأ، والجملة حال (أن يقاتلوكم) أى عن أن يقاتلوكم فهو في موضع نصب أو جر على ماذكرنا من الخلاف (لكم عليهم سبيلا) لكم يتعلق بجعل، وعليهم حال من السبيل لان التقدير: سبيلا كائنا عليهم.
قوله تعالى (أركسوا) الجمهور على إثبات الهمزة وهو متعد إلى مفعول واحد، وقرئ " ركسوا " والتشديد للنقل والتكثير معا، وفيها لغة أخرى وهى ركسه الله بغير همزة ولاتشديد، ولم أعلم أحدا قرأ به.
قوله تعالى (وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمنا) أن يقتل في موضع رفع اسم كان، ولمؤمن خبره (إلا خطأ) استثناء ليس من الاول لان الخطأ لايدخل تحت التكليف.
والمعنى لكن إن قتل خطأ فحكمه كذا (فتحرير رقبة) فتحرير مبتدأ، والخبر محذوف: أى فعليه تحرير رقبة، ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف: أى فالواجب عليه تحرير، والجملة خبر من.