وقرئ خطا بغير همز وفيه وجهان: أحدهما أنه خفف الهمزة فقلبها ألفا فصار كالمقصور، والثانى أنه حذفها حذفا فبقى مثل دم، ومن قتل مؤمنا خطأ صفة مصدر محذوف أى قتل خطأ، ويجوز أن يكونمصدرا في موضع الحال: أى مخطئا. وأصل دية ودية مثل عدة وزنة، وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في معنى الموهوب، ولذلك قال (مسلمة إلى أهله) والفعل لايسلم (إلا أن يصدقوا) قيل هو استثناء منقطع، وقيل هو متصل، والمعنى: فعليه دية في كل حال إلا في حال التصدق عليه بها (فإن كان) أى المقتول، و (من قوم) خبر كان، و (لكم) صفة عدو، وقيل يتعلق به لان عدوا في معنى معاد، وفعول يعمل عمل فاعل (فتحرير رقبة) أى فعلى القاتل (فصيام) أى فعليه صيام، ويجوز في غير القرآن النصب على تقدير فليصم شهرين (توبة) مفعول من أجله، والتقدير: شرع ذلك لكم توبة منه، ولايجوز أن يكون العامل فيه صوم إلا على تقدير حذف مضاف تقديره: لوقوع توبة أو لحصول توبة من الله، وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره: تاب عليكم توبة منه، ولايجوز أن يكون في موضع الحال لانك لو قلت فعليه صيام شهرين
[١٩١]
تائبا من الله لم يجز، فإن قدرت حذف مضاف جاز: أى صاحب توبة من الله، و (من الله) صفة توبة، ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع: أى ذلك توبة.
قوله تعالى (ومن يقتل) من مبتدأ، و (متعمدا) حال من ضمير القاتل (فجزاؤه) مبتدأ، و (جهنم) خبره والجملة خبر من، و (خالدا) حال من محذوف تقديره: يجزاها خالدا فيها، فإن شئت جعلته من الضمير المرفوع، وإن شئت من المنصوب، وقيل التقدير: جازاه بدليل قوله (وغضب الله عليه ولعنه) فعطف عليه الماضى فعلى هذا يكون خالدا حالا من المنصوب لاغير، ولايجوز أن يكون حالا من الهاء في جزاؤه لوجهين: أحدهما أنه حال من المضاف إليه، والثانى أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدإ.