قوله تعالى (فتبينوا) يقرأ بالباء والياء والنون من التبيين، وبالثاء والباء والتاء من التثبت، وهما متقاربان في المعنى (لمن ألقى) من بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، وألقى بمعنى يلقى لان النهى لايصح إلا في المستقبل، والذى نزلت فيه الآية قال لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله، و (السلام) بالالف التحية، ويقرأ بفتح اللام من غير ألف، وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها، وهو الاستسلام والصلح (لست مؤمنا) في موضع نصب بالقول والجمهور على ضم الميم الاولى وكسر الثانية، وهو مشتق من الايمان، ويقرأ بفتح الميم الثانية، وهو اسم المفعول من أمنته (تبتغون) حال من ضمير الفاعل في يقولوا (كذلك) الكاف خبر كان، وقد تقدم عليها وعلى اسمها (إن الله كان) الجمهور على كسر إن على الاستئناف، وقرئ بفتحها وهو معمول تبينوا.
قوله تعالى (من المؤمنين) في موضع الحال، وصاحب الحال القاعدون، والعامل يستوى، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين فيكون العامل فيه القاعدون لان الالف واللام بمعنى الذى (غير أولى الضرر) بالرفع على أنه صفة القاعدون لانه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم، وقيل هو بدل من القاعدين.
ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين أو حالا، وبالجر على الصفة للمؤمنين (والمجاهدون) معطوف على القاعدين (بأموالهم) يتعلق بالمجاهدين (درجة) قيل هو مصدر في معنى تفضيلا، وقيل حال: أى ذوى درجة، وقيل هو على تقدير حذف الجار.
أى بدرجة: وقيل هو واقع موقع الظرف: أى في درجة ومنزلة (وكلا) المفعول الاول ل‍ (وعد)، و (الحسنى) هو الثانى، وقرئ ركل: أى وكلهم، والعائد محذوف: أى وعده الله (أجرا) قيل هو مصدر من غير لفظ الفعل، لان معنى فضلهم أجرهم، وقيل هو مفعول به لان فضلهم أعطاهم وقيل التقدير بأجر.
[١٩٢]


الصفحة التالية
Icon