قوله تعالى (درجات) قيل هو بدل من أجرا، وقيل التقدير: ذوى درجات وقيل في درجات (ومغفرة) قيل هو معطوف على ماقبله، وقيل هو مصدر: أى وغفر لهم مغفرة، و (رحمة) مثله.
قوله تعالى (توفاهم) الاصل تتوفاهم، ويجوز أن يكون ماضيا، ويقرأ بالامالة (ظالمى) حال من ضمير الفاعل في تتوفاهم، والاضافة غير محضة، أى ظالمين أنفسهم (قالوا) فيه وجهان: أحدهما هو حال من الملائكة وقد معه مقدرة، وخبر إن (فأولئك) ودخلت الفاء لما في الذى من الابهام المشابه به الشرط، وأن لاتمنع من ذلك لانها لاتغير معنى الابتداء، والثانى أن قالوا خبر إن، والعائد محذوف: أى قالوا لهم (فيم كنتم) حذفت الالف من " ما " في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله " فلم تقتلون أنبياء الله " والجار والمجرور خبر كنتم، و (في الارض) يتعلق بمستضعفين (ألم تكن) استفهام بمعنى التوبيخ (فتهاجروا) منصوب على جواب الاستفهام، لان النفى صار إثباتا بالاستفهام (وساء ت) في حكم بئست.
قوله تعالى (إلا المستضعفين) استثناء ليس من الاول، لان الاول قوله " تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم " وإليه يعود الضمير من مأواهم، وهؤلاء عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة، وإلا المستضعفين من الرجال هم العاجزون، فمن هنا كان منقطعا و (من الرجال) حال من الضمير في المستضعفين، أو من نفس المستضعفين (ولا يستطيعون) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حال مبينة عن معنى الاستضعاف.
قوله تعالى (مهاجرا) حال من الضمير في يخرج (ثم يدركه) مجزوم عطفا على يخرج، ويقرأ بالرفع على الاستئناف، أى ثم هو يدركه، وقرئ بالنصب على إضمار أن لانه لم يعطفه على الشرط لفظا، فعطفه عليه معنى كما جاء في الواو والفاء.


الصفحة التالية
Icon