قوله تعالى (ثم يرم به بريئا) الهاء تعود على الاثم، وفى عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الاثم، وقيل تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو، وقيل تعود على الكسب المدلول عليه بقوله " ومن يكسب " وقيل تعود على المكسوب والفعل يدل عليه.
[١٩٤]
قوله تعالى (ولولا فضل الله) في جواب لولا وجهان: أحدهما قوله (لهمت) وعلى هذا لايكون قد وجد من الطائفة المشار إليها هم بإضلاله. والثانى أن الجواب محذوف تقديره: لاضلوك، ثم استأنف فقال: لهمت: أى لقد همت تلك، ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله " ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم " (وما يضرونك من شئ) من زائدة، وشئ في معنى ضرر فهو في موضع المصدر.
قوله تعالى (من نجواهم) في موضع جر صفة لكثير. وفى النجوى وجهان: أحدهما هى التناجى، فعلى هذا يكون في قوله (إلا من أمر) وجهان:
أحدهما هو استثناء منقطع في موضع نصب، لان من للاشخاص وليست من جنس التناجى.
والثانى أن في الكلام حذف مضاف تقديره: إلا نجوى من أمر، فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من نجواهم، وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء ويكون متصلا.
والوجه الآخر أن النجوى القوم الذين يتناجون، ومنه قوله " وإذ هم نجوى " فعلى هذا الاستثناء متصل، فيكون أيضا في موضع جر أو نصب على ماتقدم (بين الناس) يجوز أن يكون ظرفا لاصلاح، وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف، و (ابتغاء) مفعول له وألف (مرضات) من واو (فسوف نؤتيه) بالنون والياء وهو ظاهر.
قوله تعالى (ومن يشاقق) إنما جاز إظهار القاف لان الثانية سكنت بالجزم، وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين والهاء في قوله (ونصله) مثل الهاء في " يؤده إليك " وقد تكلمنا عليها.
قوله تعالى (لمن يشاء) اللام تتعلق بيغفر.