قوله تعالى (إلا إناثا) هو جمع أنثى على فعال، ويراد به كل مالا روح فيه من صخرة وشمس ونحوهما، ويقرأ أنثى على الافراد، ودل الواحد على الجمع، ويقرأ " إنثا " مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب، ويجوز أن يكون جمع أنيث كقليب وقلب، وقد قالوا حديد أنيث من هذا المعنى، ويقرأ " أثنا " والواحد وثن وهو الصنم، وأصله وثن في الجمع كما في الواحد، إلا أن الواو قلبت همزة لما انضمت ضما لازما، وهو مثل أسد وأسد، ويقرأ بالواو على الاصل جمعا، ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والواو، و (مريدا) فعيل من التمرد.
[١٩٥]
قوله تعالى (لعنة الله) يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان، وأن يكون مستأنفا على الدعاء (وقال) يحتمل ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون الواو عاطفة لقال " على لعنة الله " وفاعل قال ضمير الشيطان، والثانى أن تكون للحال: أى وقد قال. والثالث أن تكون الجملة مستأنفة.
قوله تعالى (ولاضلنهم) مفعول هذه الافعال محذوف: أى لاضلنهم عن الهدى (ولامنينهم) الباطل (ولآمرنهم) بالضلال.
قوله تعالى (يعدهم) المفعول الثانى محذوف: أى يعدهم النصر والسلامة، وقرأ الاعمش بسكون الدال، وذلك تخفيف لكثرة الحركات.
قوله تعالى (عنها) هو حال من (محيصا) والتقدير محيصا عنها، والمحيص مصدر، فلا يصح أن يعمل فيما قبله، ويجوز أن يتعلق عنها بفعل محذوف وهو الذى يسمى تبيينا، أى أعنى عنها، ولايجوز أن يتعلق بيجدون لانه لايتعدى بعن، والميم في المحيص زائدة، وهو من حاص يحيص إذا تخلص.
قوله تعالى (والذين آمنوا) مبتدأ والخبر (سندخلهم) ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره مابعده: أى وندخل الذين و (وعد الله) نصب على المصدر، لان قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم، و (حقا) حال من المصدر، ويجوز أن يكون مصدر الفعل محذوف: أى حق ذلك حقا.